رؤية في الجمعية الهولندية لأساتذة اللغة العربية

الجمعية الهولندية لأساتذة اللغة العربية

الجمعية الهولندية لأساتذة اللغة العربية

الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي

أستاذ الأدب العربي الحديث والنقد الأدبي

tayseer54@hotmail.com

يوجد في هولندا واحدة من أكبر المكتبات العالمية التي تضم أبرز المخطوطات العربية فضلا عن أبرز الدراسات الاستشراقية وتلك التي تخص دراسة علوم العربية وآدابها، حتى أنَّ أبرز الجامعات الهولندية تضمن اليوم أقساما مستقلة متخصصة لتدريس العربية وعلومها وآدابها كما في جامعة لايدن، أوترخت، ماسترخت، نايميخن، أمستردام، أمستردام الحرة وخروننغن إلى جانب عشرات المعاهد العليا التي تختص بالعربية…

وفي إطار مثل هذا النشاط الواسع الحافل بالحيوية يوجد عشرات بل مئات من الأكاديميين والأساتذة الذين يُعنون بتدريس العربية وآدابها في مستوييها الجامعي الأولي والعالي فضلا عن مئات من الكوادر المؤهلة والمعلمين على المستوى المدرسي… وبعض هؤلاء من الهولنديين الأصائل وبعضهم من الهولنديين من أصول أخرى، كالمغاربة والترك والعراقيين والمصريين وغيرهم…

ومثل هذا الحجم النوعي المميز ما زال من دون جمعية تنظم أمورهم وتهتم بأنشطتهم وبالدفاع عن مصالحهم وعن تفعيل أدوارهم في الحياة العامة بما يعود بالفائدة على حال التفاعل الإيجابي بين الناطقين بالعربية ومجتمعهم الهولندي الجديد.. وهؤلاء يمثلون حوالي المليونين بين الـ 16 مليون هولندي (أي حوالي 12% من الهولنديين). إنَّ تعزيز الاهتمام باللغات الأم للهولنديين الجدد يعني تفعيلا لمبدأ احترام الآخر الديموقراطي وتعزيزا لمبدأ تعدد الثقافات وتفعيلا له بما يفيد تطوير الذهنية المتفتحة المتنورة وبما يدخل في توطيد الثقة بين مكونات المجتمع الهولندي ويتيح التعاطي البنّاء مع الآخر…

وفي ظروف المتغيرات الدولية وظواهر التطرف وآثاره في تشنج بعض العلاقات سيكون لوجود أية أنشطة متعددة الثقافات توطيدا لتفاعل إيجابي ووقفا للذرائع التي قد يدعيها بعض الأنفار في محاولاتهم توتير الأجواء. وسيكون لوجود الجمعية هذه أثرها في تفعيل التنافس العلمي وتشجيع البحوث المعرفية التخصصية والارتقاء بحجم العلاقات الثقافية داخل المجتمع الهولندي وبينه وبين المجتمعات الأخرى في زمن عولمة الثقافة وتعمق الاتصالات بين الشعوب وبين ثقافاتها…

لقد ظهرت جمعية أساتذة علوم اللغة العربية وآدابها في عدد من البلدان الأقل اهتماما والأقل في حجم وجود  أساتذة تخصص العربية وليس صحيحا تأخر ظهور الجمعية الهولندية لأساتذة علوم اللغة العربية وآدابها وهم بهذا الحجم النوعي ولديهم كل هذا الجمهور ونسبته في الوسط الهولندي.. ومن المفيد لجمهرة أساتذة اللغة العربية الهولنديين أن يتوجهوا لتأسيس جمعيتهم الهولندية التخصصية رعاية لمصالحهم ولمفردات عملهم الوظيفي والاجتماعي الثقافي…

إذ من اهتمامات الجمعية عقد الصلات بين الأساتذة وتبادلهم الخبرات والتعرف إلى همومهم وانشغالاتهم واقتراح الحلول المساعدة لمعالجة ما قد يظهر بينهم كالبطالة أو الحاجة لمصادر بحوثهم العلمية واقتراح الحلول المناسبة لها واحتمال الإفادة من إصدار دورية أكاديمية محكَّمة لدراستهم على المستوى الهولندي وتفاعل تجاريبهم مع التجاريب الموجودة في البلدان الأخرى من الجمعيات النظيرة أو في إطار أنشطة الجامعات في البلدان الشرق ا,سطية العربية أو التي تهتم بتدريس العربية كالمؤتمرات التخصصية العلمية والدورات والمشروعات المنعقدة وبرامجها..

إنَّ مقترحي هذا يمكنه أن يكون مطبقا واقعيا بالدعوة لمؤتمر ينعقد برعاية إحدى الجامعات أو الجهات الداعمة للأنشطة الثقافية الاجتماعية الرسمية هنا في هولندا.. ويمكن لتشكيل لجنة تحضيرية أن تنهض بمهمة الإعداد والتحضير وتوفير الغطاء أو الدعم المناسب علما أن مشروع النظام الأساس للجمعية وبرامجها العلمية يمكن إرساله لمزيد من الدراسة وتفاعل الآراء قبل إقراره في المؤتمر التأسيسي المنتظر…

يرجى مراسلتي على إيميل :       chancellor@averroesuniversity.org