الطالب الجامعي في ظل جائحة كورونا واقع وتصورات

مقالة مميزة للدكتور معتز عناد غزوان ومقترحات مهمة ذا أثر إذا ما وجدت طريقها للتطبيق والتداول والحوار دفعا لمهام التقدم باشتغالات التعليم.. الدكتور معتز غزوان له باع وأثر كبير بميدان حركة التعليم والبحث العلمي وشؤون إدارة الأنشطة وتفعيلها ودفع جهود الطلبة البهية المشرقة كونهم نبع البحث واستقصاء الجديد… للأهمية نضع المقالة بأكثر من صفحة ثقافية وأيضا بصفحتي جامعة ابن رشد في هولندا

الطالب الجامعي في ظل جائحة كورونا، واقع وتصــــورات

الدكتور معتز عناد غزوان مقالات 18 نيسان/أبريل 2021 جريدة طريق الشعب اليومية العراقية

تشكل الجامعة بوصفها المؤسسة التعليمية الأكثر استيعابا لجموع الطلبة في الاختصاصات المتنوعة الانسانية منها والعلمية بكل اقسامها وفروعها المعرفية، اللبنة الرئيسة لبناء مجتمع جديد متسلح بالعلم والثقافة والسلوك في ظل الواقع بزمانه ومكانه، فضلاً عن ما تشكله الأزمات الطارئة وغير الطارئة من آثار سلبية وايجابية تؤثر في العمل الجامعي بشكل عام وسلوك ونشاطات الطلبة بتنوع تخصصاتهم بشكل خاص. وفي ظل ما شهده العالم أجمع وليس العراق حسب في تمدد الإصابات بمرض (فيروس كورونا19) (Covid 19) الذي اجتاح العالم من بؤرة انتشاره الرئيسة في مدينة (أوهان) الصينية منذ نهايات عام 2019م، حتى بدأ بالانتشار الواسع والسريع جدا لينتقل إلى القارة الاوربية ومن ثم إلى الولايات المتحدة الامريكية وصولا إلى آسيا ودول الشرق الاوسط تحديداً في العراق، الذي كان قد شهد نوعاً من التراجع من التراجع بإصابات الفيروس في بادئ الامر وسرعان ما انتشر بشكل كبير وبدأت الاصابات اليومية تصل إلى حوالي (5000) اصابة كمعدل ارتفاع يومي، مما ولد ذلك اجراءات حكومية متشددة كانت من بينها اغلاق أبواب الجامعات والكليات والمؤسسات التعليمة بكل تخصصاتها، وتحول عمل الطالب اليومي إلى نوع من الصراع بين تقنيات اكتساب العلوم والمعرفة من جهة والدراسة ومواكبة ذلك الوضع الخطير الشاذ والاستثنائي من جهة اخرى.

لم يكن التعليم الالكتروني بوصفه الدواء الوحيد لمرض تعطيل الجامعات والعودة الطبيعية إلى مقاعد الدرس الاعتيادية، إذ تحولت قاعة الدرس بأبعادها الحقيقية إلى مجرد صفحة افتراضية الكترونية ملونة يدخلها الطلبة ويتعاملون مع استاذهم من خلالها بالأوراق البحثية التي ابتعدت في احيان كثيرة عن الجدية في الدراسة والبحث العلمي ولاسيما في الدراسات العلمية والطبية التي يكون الانسان هو ساحة العمل فيها، لقد تحول الطالب هنا إلى مجرد انسان يبحث عن النجاح بحيث تساوى الطالب المتميز مع غير المتميز من خلال عدم ايجاد معالجات جدية وتقنية يستطيع من خلالها الاستاذ الحكم على ذلك الطالب الملتزم والمتابع عن غيره الذي يسعى إلى النجاح والمنافسة وبالتالي يطالب الدولة بإيجاد فرص العمل له ليكون عنصراً سلبياً في المؤسسات الحكومية الخدمية والعلمية وغيرها.

إن جائحة كورونا في واقع الحال الذي نعيشه نحن اليوم في العراق ولاسيما أن معدلات الاصابة قد اصبحت أقل من معدلات الشفاء والوفيات بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، مع التباين في التزام الطلبة بوسائل الوقاية والحذر من الإصابة وانتشار المرض، مما أدى إلى أن تقوم بعض الادارات الجامعية باتخاذ نوع من القرارات الصارمة في التعامل مع الطالب غير الملتزم بشروط السلامة والوقاية كالتوجيه والحث الدائم لهم باتخاذ الحذر والالتزام بتلك الشروط على الرغم من أن الطالب اليوم أصبح لديه نوع من التواصل الحقيقي مع الصف في الحضور والمواظبة لأيام قليلة في الأسبوع قد لا تتجاوز الثلاثة ايام، في تلقيه الدروس العملية والتطبيقية في الاختصاصات كافة. إننا مع تشخيص إشكاليات عدة تدعو رئيس المؤسسة التعليمة من رئيس الجامعة حتى العميد وصولاً إلى رئيس القسم وتدريسي القسم بمختلف القابهم العلمية أن يحددوا طريقاً جديداً في آليات التعامل مع الطالب في خضم هذه الجائحة التي قد تكون اليوم في حالة تقترب من الاحتواء بفضل التوصل إلى لقاحات مضادة لها سوف تصل دول العالم تباعاً، وهذا ما يفتح الآفاق الجديدة لبناء جسور علمية جديدة مشتركة ما بين الأستاذ والطالب في هذه المرحلة لإقامة نشاطات علمية في هذه الظروف الاستثنائية التي لا يعاني منها العراق حسب بل هي جزء من معاناة عالمية عامة وشاملة. ويمكن تحديد تلك الاشكاليات بطرح عدة تساؤلات وكما يأتي:

ما هي الطرق العلمية والتربوية الجديدة التي يفترض أن تقدم إلى الطالب كي يجد ذاته وان يتميز عن اقرانه من الطلبة المتقاعسين الباحثين عن فرص النجاح المجاني اليسير؟

كيف يكون الحافز العلمي محركاً لذات الطالب بشكل جمعي في ظل التعليم الالكتروني الحالي والمضطرب غير الدقيق في تشخيص مهارات الطلبة والتمييز بينهم، ولاسيما أن الطالب اليوم يطمح إلى أن يكمل دراسته العليا في الماجستير والدكتوراه؟

ما آليات عمل التدريسي الجامعي ولاسيما في الدروس التطبيقية والعملية في ايجاد معايير لقياس مهارات ونشاطات الطالب بعيداً عن الساحة الافتراضية التي يتوارى خلفها الطالب المتميز عن المتقاعس الذي يمكن أن نصطلح عليه بنهاز الفرص في النجاح ومنافسة الطالب الجيد؟

ما هي الجهود التي تبقى على عاتق التدريسي في تطوير عمله العلمي وايصال مادته العلمية إلى الطالب الكترونيا من خلال استغلال الطالب بوجود مادة مكتوبة ثابتة يقوم بنقلها بعيداً عن الرقابة مع علم التدريسي بذلك، وبالتالي نقلها نصاً في وضح النهار؟

من اجل الارتقاء والنهوض بالتعليم الالكتروني اليوم وفي خضم وجود واقعي للجائحة، لابد من وضع عدد من التوصيات المهمة لتطوير الطالب وابراز مهاراته الذاتية العلمية والثقافية والمعرفية وتمييزه عن الطالب الخامل غير المتواصل الذي يبحث عن فرص مجانية للنجاح ومن ثم مطالبته الدولة بالانضمام إلى سوق العمل وبالتالي الفشل الكبير في الانتاج. وهذه التوصيات كما يأتي:

اقامة مهرجانات أو مسابقات علمية ومعارض فنية ووسائل ايضاح تبين قدرة الطالب على اكتسابه للمعرفة والعلم والثقافة وتقديم تصورات جديدة تميزه عن غيره، وتكون تلك المهرجانات افتراضية وواقعية داخل فناء المؤسسة التعليمية وبتشجيع رئيسها.

ترصين المناهج الدراسية النظرية التي يتطلبها التعليم الالكتروني من خلال وضع التدريسي ثلاثة مصادر نظرية على الأقل في الاختصاص ويكتفي الاستاذ بشرح المادة عبر (meet) مع طلبته، ومن ثم يضع أسئلة الامتحان لتكون من خلال بحث الطالب عن الجواب في المصادر وليس من خلال مادة مطبوعة ومقتضبة ينقلها هذا وذاك.

تشجيع الطلبة على إقامة محاضرات عبر (meet) او (zoom) أو عبر أية وسيلة علمية متاحة للتداول مع زملائه واقرانه في الاختصاصات الاخرى وبناء علاقات علمية وجسور معرفية مع الجامعات الاخرى.

لقد اتاحت الساحة الافتراضية فرص اللقاء مع الكثير من الأكاديميين والمثقفين من الطلبة والاساتذة ليس على مستوى العراق وجامعاته حسب بل مع الجامعات العربية والعالمية لسهولة اللقاء الكترونيا والتفاعل معهم.

تشجيع الطلبة على اقامة نشاطات علمية متنوعة ضمن حدود الاختصاص المباشر في الساحة الافتراضية كعرض للإنجازات والابتكارات العلمية ومناقشتها، ومن ثم فتح باب الحوار والنقاش لإغنائها.

تكريم الطلبة المتميزين في الواقع الافتراضي والواقع الحقيقي لما يقدمه الطالب من منجز علمي نظري كان أم تطبيقي أم علمي، مما يجعل الطالب المتميز في حالة من الاندفاع والتفاني لتقديم الافضل ومن ثم ايجاد منافسة علمية بينه وبين اقرانه.

تحفيز الطالب للعمل وتقديم الأفضل والجيد من خلال تشجيعه في الدروس الواقعية والتركيز عليها من حيث توزيع درجة تقييم الطالب نسبة إلى الدروس الالكترونية.

*******************

للاطلاع على تفاصيل بمختلف ميادين الأنشطة العلمية البحثية والثقافية التنويرية بخاصة بميدات التعليم بفروعه ومستوياته يرجى الضغط هنا على هذا الرابط لموقع جامعة ابن رشد بهولند ونظامها(الإلكتروني)المعتمد لأنشطتها