مقابلة صحفية مع رئيس جامعة ابن رشد في هولندا البروفيسور الآلوسي أجرتها وكالة أنباء آسيا

 

في إطار اهتمام وكالة أنباء آسيا بفضاء المنجز الحضاري لشعوبنا وأدوار جالياتنا في المهاجر الأوروبية التقى برئيس جامعة ابن رشد في هولندا الأستاذ االدكتور تيسير عبد الجبار الآلوسي، ممثلُ الوكالة الإعلامي والصحفي السيد مأمون شحادة وسأله بشأن هذه المؤسسة الأكاديمية العلمية وطبيعة مهامها وظروف تأسيسها في المهجر وأدوارها التي تلعبها هناك. وقد جسدت الأسئلة التي اختارها نوعيا السيد شحادة، محاورَ مهمة وحيوية في علاقة جالياتنا ومؤسساتها بالقضايا الرئيسة التي تشغل بال شعوبنا وتحديدا بفلسطين ومن ذلك موقع القدس في إطار تلك الأنشطة وآليات التناول وما ينتظر من تفاعلات لتعزيز الجهود بين المهجريين والوطن الأم. وقد أجاب بروفيسور الآلوسي بالآتي:

 

أسئلة المقابلة

السؤال الاول: ترأسون جامعة ابن رشد هل من تعريف واف بالجامعة؟

 

جامعة ابن رشد في هولندا هيأة علمية تتركز جهودها على تفعيل التعليم المتخصص والدراسات البحثية في مجال العلوم الإنسانية ومنها بخاصة علوم اللغة العربية وآدابها والمجالات المعرفية المرتبطة بهما في الوسط المهجري ودول الشرق الأوسط؛ ومن أجل ذلك تسعى لأداء المهام المتعلقة بتخريج الكـــــفاءات العلمية المتخصصة والملتزمة بواجبها الأكاديمي العلمي والإنساني في مجال عملها؛ وتهيئتها بما يعدّها للمســــاهمة في النـــــهوض بالحضارة الإنسانية عامة والعربية خاصة.. وذلك بالاهتمام بالمعارف العلمية المتخصصة المعاصرة وبالقيم الثقافية العليا وتأكيد فلسفة التفتح الفكري التنويري والرقي بالعــــلوم والآداب والفنون وتطويرها، والنهوض بتقديم الاستشارات العــلمية للهيآت والمؤسسات والجهات والأجهزة المعنية وإجراء البحوث العـــــــــــلمية النظرية والتطبيقية والقيـــام بالاختبارات والتجاريب المبتكرة التي يمكنها أنْ تساهم في رقي مجتـــــــمعاتنا الإنسانية وتقدمها، تحديدا عبر الارتقاء بدور اللغة العربية في التنمية البشرية عربيا وعالميا.

 

لقد جاءت ولادة جامعة ابن رشد في هولندا لتكون الجسر الحضاري بين عالمين يلتقيان إنسانيا في جغرافيا الانتماء لمثلث تراث الإنسانية الحضاري ممثلا في أفريقيا ومعلمها الفرعوني وأوروبا ومعلمها الإغريقي وآسيا ومعلم تراث الإنسانية السومري.  وتحتضن أوروبا المعاصرة الجاليات المهاجرة من أكثر من 23 بلدا من جنوب المتوسط وشرقه بمختلف شعوب هذه البلدان وانحداراتها القومية ومن ثمَّ اللغوية. ويمتلك كثير من أبناء هذه البلدان الرغبة في  متابعة التحصيل العلمي باللغة العربية. وطبعا في إطار القدرات الاستيعابية المحدودة لجامعات نظام التعليم التقليدي المنتظم ولظروف توجه الشبيبة نحو العمل وكسب الرزق إلى جانب ظروف متنوعة أخرى، تصبح ولادة جامعة ابن رشد ضرورة يمكنها أن تتيح فرصا مهمة لتقديم العلوم بتخصصات مهنية عديدة تستجيب للحداثة وحاجات السوق الجديد في المنطقة والعالم. ومن جانب آخر تبقى مهمة تعلم اللغات الأم حاجة مهمة ومن هذه اللغات: اللغة [العربية] وشقيقاتها المستخدمة محليا سواء لتداول الخطاب اليومي أم لاستخدام اللغة في استكمال التحصيل المعرفي..

وفي عالم تعصف به الأزمات الاقتصادية سيكون في متناول الطلبة الحصول على مطالبهم في الإعداد العلمي بأجور زهيدة مناسبة علاوة على توفير مبالغ مهمة باعتماد التعليم الألكتروني [التعليم عن بُعد] فضلا عن حالات الصلات الوطيدة بين بنات وأبناء المجتمعات المختلفة ولقائهم في إطار جهود بحثية تخدم التعايش والتفاعل واندماج الجاليات وتفهم المجتمعات المضيفة لتلك الجاليات وطقوسها وقيمها سواء في أجواء الدراسة والعمل العلمي المشترك أم في المؤتمرات العلمية التي تنعقد في أجواء التفاعل والاندماج...

 

إن تأسيس جامعة ابن رشد لمقياس اعتماد أكاديمي واهتمامها الرئيس بمهمة تطوير أسس الاعتماد الأكاديمي لها ولجامعات المنطقة يجعلنا نتطلع لمزيد من وشائج العلاقات واتفاقات التعاون العلمي مع جامعات بلداننا كافة، لتكون جامعة ابن رشد العتبة الأقرب للامتياح من مناهل العلم ومختبراته في وسط بلدان التقدم التكنولوجي والحضاري المعاصر. ومن ثمَّ، لابد من الشروع بجهود بناء مشتركة ننهض بها معا وسويا حيث هذا البيت المعرفي يؤكد العلاقات المشتركة وتعاضده وتعاونه مع جميع الأطراف... وبورك في خير عمل مؤسساتي مشترك يُعلي من شأن التنوير العقلي في زمن تتراجع فيه الأمور ليسود مشهد قاتم وعتمة بل ظلمة إذا ما تركناها تستفحل ستقضي علينا أبدا. أو أننا نؤكد بوطيد مثابرتنا وعملنا مقدار قوة جذورنا ومتانة شخصيتنا وقدراتها الخلاقة المبدعة في حاضرنا ومستقبلنا...

ولمزيد من التعريف يمكننا القول: إنّ جامعة ابن رشد في هولندا سعت وتسعى إلى تلبية المهام والمسؤوليات الأكاديمية العلمية الآتية، نذكرها من باب تعميق الصلات مع جمهورنا وبشكل رئيس واساس مع الجامعات والمؤسسات المعنية في بلداننا:

 

1.      فتح أقسام الدراسة وتطوير التدريس الجامعي فيها وتحديثه بمختلف فروع العلوم الإنسانية سواء علوم اللغة العربية وآدابها أم علوم القانون، السياسة، الفلسفة وعلم النفس والاجتماع والإدارة والاقتصاد والمحاسبة وغيرها على أننا هنا نعنى بالتخصصات والفروع الدقيقة الجديدة التي تتلاءم وحاجات المجتمع المعاصر...

2.      تقديم المساهمة الفعلية أو الاستشارات في مجالات علمية بنيوية لمجتمعاتنا وفي مجال تدريس تلك العلوم وتخصصاتها الدقيقة  للجهات الرسمية المعتمدة المعنية بالأمر كما في المدارس والمعاهد والجامعات وأقسام التخصص فيها...

3.      عقد المؤتمرات العلمية وتنظيم اللقاءات والحوارات التخصصية بشأن دور اللغة العربية في الحياة العامة المعاصرة وفي تنمية مجتمعاتنا المحلية، مع تفعيل دورها وسط أبناء جالياتنا في أوروبا اليوم.

4.      تسعى جامعة ابن رشد بالتعاون مع المتخصصين والجامعات الأخرى إلى وضع مقياس يتابع رصانة العمل الأكاديمي العلمي ويضع تسلسلا للجامعات على غرار المقاييس العالمية كيما نحسِّن من مواقع جامعاتنا في التسلسل العالمي...

5.      تقديم المساهمة الفعلية أو الاستشارات في مجالات التحرير الصحفي \الإعلامي، وتنظيم دورات تخصصية في مجالي تعليم العربية والإعلام [التلفزة والإذاعة والصحافة] وتطوير الأداء اللغوي فيهما للمراسلين والمحررين والمذيعين وغيرهم.

6.      المساهمة في التطوير الإدارية لمؤسسات الدول والشركات في المنطقة، عبر دورات مهنية وعلمية تخصصية ومساقات تحديث مخصوصة.

7.      تقويم الكتب والبحوث العلمية في مجال التخصص للجامعات والمعاهد العلمية والدوريات والمجلات المحكَّمة...  ومساعدة دور النشر في جهد التقويم والمراجعة..  وضمنا التصحيح اللغوي للمواد بشكل عاجل أو آجل وتدقيق الوثائق والمستندات والمؤلَّفات ومراجعتها اللغوية المعجمية والاصطلاحية...

8.      تنظيم دورات في الكتابة الدرامية وتحديدا منها المسرحية إلى جانب دورات التخصص بمفردات العمل المسرحي...

9.      التدريب والمساعدة على تفهّم كيفية كتابة البحوث العلمية في الجامعات لمراحل البكلوريوس والدراسات العليا ولمراكز البحوث والمعاهد العلمية...

10.  تدريس اللغة العربية  [يمكن الأداء عبر الإنترنت في غرفة بالتالك مخصوصة والتدريس بحضور الطلبة في المقر بهولندا] وبمنهج عمل ومتابعة مناسبة لتعلّم مهارات الكتابة والإملاء والقواعد النحوية والأسلوبية للغة... ومن ذلك تعليم العربية لغير الناطقين بها للذين يتكلمون الأنجليزية أو الهولندية...

11.  إلى جانب مراكز الدراسات التخصصية كمركز التطوير الإداري ومركز الدراسات الشرقأوسطية ومركز الدراسات السومرية، تمَّ إصدار المجلة العلمية والنشرة الدورية وتعنى بمتابعة كل ما يتعلق بالعربية في أوروبا المعاصرة وبالتأكيد مجموع علوم الإنسانيات المتوافرة في أقسام جامعة ابن رشد...

12.  الطباعة والنشر بالعربية أوروبيا... والتوثيق للمنتج العربي هنا ولتوزيعه على طالبيه.

13.  التأسيس لمعرض الكتاب العربي في أوروبا. وجذب مؤسسات النشر والدور المعنية لجمهور الكتاب العربي في المهجر...

14.  وتهتم جامعة ابن رشد بعقد الندوات والدورات التخصصية في مجال ثقافة التعليم الألكتروني والاتصالات بتوظف أحدث تكنولوجيا العصر. 

وكجزء من مسيرة استكمال الجهود وبصفة مبدئية تم إنشاء موقع لجامعة ابن رشد \ هولندا، ويجري العمل حثيثا على الانتقال قريبا إلى الموقع الدائم على شبكة الأنترنت... حيث ستجري عبره مسائل الاتصال وتبادل المعلومات ووضع اللوائح والجداول والأخبار ومجموع التفاصيل الأخرى:

يمكنكم الوصول للموقع عبر الرابط الآتي:

 

http://www.averroesuniversity.org  

  info@averroesuniversity.org

 

 

السؤال الثاني: موقع القدس بالنسبة للجالية العربية في هولندا؟

تحتل القضايا المركزية الرئيسة لبلداننا ومجتمعات المنطقة اهتماما بالغا من جامعة ابن رشد. وهي بهذا الاتجاه توجه طلبة الدراسات العليا لتقديم الدراسات العلمية المتخصصة لحل تلك المشكلات؛ كما أنها تعتمد في برامجها وطبيعة المقررات كل ما يلبي تغطية قراءة موضوعية لتلك الإشكالات والقضايا.  ويشتغل الأساتذة والمتخصصون في الجامعة عبر مراكز الدراسات بالجامعة على وضع المعالجات الأنجع ومن منتسبي جامعاتنا زميلات وزملاء في فلسطين والقدس تحديدا وفي بلدان شرق أوسطية عديدة ما يربط ميدانيا بين المصدر وأدوات البحث ومستهدفاته. ولعل من بين أبرز القضايا التي رصدناها هي قضية القدس الشريف التي تحتل لدى أبناء جالياتنا عميق الاهتمام. إننا نتطلع لحلول جوهرية وجذرية لقضية القدس بخارطة طريق مخصوصة تتبناها قوى شعبية ورسمية من أبناء المدينة المقدسة، مثلما يساند تلك الحلول المجتمع الدولي ومنظماته والقوى الفاعلة فيه. ولأن جالياتنا هنا في مهجرها تمتلك صلات متينة مع المجتمعات المضيفة، فهي تسعى لتوضيح مكان ومكانة القدس لدى أهلها ولدى مجتمعاتنا كافة، مع تسليط الضوء على كل تاريخها وحاضرها والتعقيدات التي تلفّها وعلى الاعتداءات وآثارها وآلامها مما يقع على تلك المدينة وأهلها. ولطالما انعقدت ندوات ومحاضرات ومتابعات في المهاجر الأوروبية بشأن القدس تحديدا؛ ومنها الاحتفالات الخاصة بيوم القدس وبمناسبات ذات صلة مباشرة. فضلا عن اللقاءات الرسمية الجارية مع المنظمات الوطنية والدولية، وهو الأمر الذي كسب نتائج إيجابية مهمة لصالح القضية. ولعلنا هنا يقينا نود أن تنطلق أشكال تنسيق لتلك الجهود وتوحيدها مع أطراف تعيش هناك وسط القدس حيث تتعايش جميع الأطراف على الرغم من تجاوزات وسلبيات تفتعلها جهات معروفة لأبناء المدينة وهي بالتأكيد باتت معروفة ليس لجالياتنا المنتمية لقضية القدس وموقعها في قلوب شعوبنا بل والمجتمعات الأوروبية التي تتسع قوى التأييد في إطارها بسبب الفهم المتعاظم للحقائق هنا. إنَّ أيّ حل جدي مسؤول ينبغي أن يعيد الأمور إلى نصابها من جهة الامتثال للقرارات الدولية التي تحظر التغييرات ومنها التغييرات الديموغرافية وما يجري بمحيط الأقصى الشريف وتحت قبة الصخرة.. مثلما ينبغي أن يخلق التعايش بين جميع المكونات التي تحيا في المدينة. لكننا هنا لا نضع اشتراطات مسبقة أو حلول من خارج القدس نفسها؛ ونرى أنّ القضية ستبقى في قلوب المهجريين من الجاليات ومن بين مسؤولياتهم ومهام عملهم مثلما هي في قلوب أهل المدينة وشعوبنا ونضالاتها من أجل استعادة الحقوق.

 

 

 

السؤال الثالث: العلاقة بين الجالية العربية والجاليات الاسلامية والمواطن الهولندي والحكومة؟

لابد من الاعتراف أن جالياتنا تتشكل من مركب معقد فهناك الجيل الأول والثاني والثالث وهناك مستويات مَن يعرف اللغة المحلية ومن لا يجيدها و\أو لا يستطيع استخدامها فضلا عن الأمية باللغة الأم.. وهناك من يعمل بجانب كثرة ممن لا يجد فرصة العمل حيث تشيع البطالة لدى أبناء الجاليات. ومثل تلك الصورة تعكس ما يولّد مشكلات انفصام عن المجتمع المحيط وما يُضعِف التأثير في السياسات العامة على الرغم من النسبة العددية المتعاظمة. غير أنه لابد من القول إنصافا: إنّ الأمور تسير باتجاه مزيد من إقرار فلسفة التنوع الثقافي والتعددية في تركيبة المجتمعات الأوروبية والاهتمام بدعم الأنشطة الثقافية والاجتماعية والدفع باتجاه اندماج الجاليات في المجتمع وتنمية أوساطهم وأدوارهم. وهذا الاتجاه لا ينبغي أن يبقى حصرا بالسياسة العامة لدول الاتحاد الأوروبي ومنها هولندا حيث نقيم، بل ينبغي أن يأتي من طرفين وليس من طرف واحد. ففي وقت تسعى أغلب الأطراف الأوروبية لخطط تنموية إيجابية فإن بعض أطراف جالياتنا مازالت تهمل هذا الجانب لدواعي مختلفة؛ وربما مارست قلة من تلك الجاليات سياسة انعزالية سقيمة. إلا أننا بعامة نسجل حرصَ أغلب مؤسسات المجتمع المدني العربية والمسلمة على تفعيل ثقافة العلاقات البناءة والانفتاح بين أطراف المجتمع وتعزيز التأثير في السياسة العامة. ونتيجة تزايد حجم جالياتنا نشير إلى توجه أحزاب أوروبية يسارية وديموقراطية نحو الجاليات وثقافتها ومطالبها، وبالمقابل فإن أبناء الجالية ينخرطون في التعليم الأوروبي وفي ميادين العمل مباشرة ويساهمون بطريقة طيبة تعكس النتائج المتطلع إليها.. ويدخل دور الجيل الأول بخبراته وضخها للأجيال التالية عبر منتديات تبقى بحاجة لمزيد من الاهتمام ولحل بعض الإشكالات التي تصادفها في جهودها. بودي هنا الإشارة إلى وجود بث متلفز وعمل إذاعي رسمي وأهلي باللغة العربية فضلا عن صحف مواقع ألكترونية هولندية وجميعها ذات أثر ملموس في تلك التفاعلات الأمر الذي يتطلب تنسيقا وتبادلا للعلاقات، كما تنبغي الإشارة إلى وجود أقسام اللغة العربية والدراسات الإسلامية والاستشراقية في أكثر من عشر جامعات هولندية على سبيل المثال فضلا عن تعليم العربية بوصفها اللغة الأم بعدد من المدن ذات الكثافة السكانية المناسبة. وتجدر الإشارة إلى مكتبة جامعة لايدن الأبرز عالميا في المخطوطات والثروة التراثية التي تنتظر تفعيل العلائق معها واستثمارها علميا معرفيا. وفي نطاق الحكومة هناك شخصيات عربية ومسلمة في البرلمان وفي الوظائف العامة الأولى إلى جانب أصدقاء مهمين لقضايا تلك الجاليات وجذورها المجتمعية. غير أننا نتطلع لتفعيل أدوار ملحقيات ثقافية وقنصليات بلداننا بطريقة أفضل لتنمية العلاقات وانعكاسا لإيجابيات مهمة منتظرة.. وربما كان مهما ومفيدا عناية مخصوصة منتظرة بمراكز بحوث وجامعات كجامعة ابن رشد لرعايتها وتعزيز مكانتها بما يلبي خلق الجسور الحضارية الأغنى والأمتن. ومن جهتنا في خطط الجامعة نعمل على إيجاد الخطط المناسبة بهذا الاتجاه سوى أن عوائق بعضها مادية وبعضها اعتبارية إدارية أو تقنية تنتظر دعما لوجستيا مناسبا لتحل إشكالات وقوف تلك العقبات بالضد من توجهات بناءة وإيجابية يمكن تحقيقها بذياك الدعم من الوطن الأم ونأمل النظر إليها بعين الاعتبار والتفاعل بجدية.

 

 

 

السؤال الرابع: هل استطاعت جامعة ابن رشد تحقيق الوجه الحضاري العربي أمام الشعب الهولندي، وخصوصاً الدفاع عن القضايا العربية ؟

 

إنّ وجود مؤسسة أكاديمية علمية بمسمى جامعة هنا في الوسط الأوروبي له مغزاه الكبير. ولا يأتي هذا الأثر من دون ارتباط  جامعة ابن رشد بواقع المجتمع وبالجاليات العربية من جهة وبالوطن الأم بمجمل بلداننا الشرقأوسطية العربية والسملمة. إن هذا الارتباط الحيوي لا يكتفي بالمقررات ومناهج الدرس ولا بمراكز بحثية حسب بل بخطاب ثقافي تنويري مميز. فنحن نحيا وسط  مجتمع يُعلي من مكان العقل ومنطقه ومن أهمية المعارف والعلوم ودورها في تركيب وعينا والتأسيس له. ومن هنا فإنّ دورنا  يتجه إلى حيث اعتلاء المهام الكبرى التي لا ندعي وصولنا إليها ولكننا نتمسك بقوة بدورنا المستقبلي في إيجاد منارة علمية ثقافية تبني الجسر الأعلى والأمتن بين حضارتينا وثقافتينا. ولربما كانت مهام معارض الكتاب ودار الطباعة والنشر ومجمل الأنشطة الثقافية طريقا مناسبا لتحقيق دورنا المنتظر.

إننا باشتغالنا المثابر على الرغم من كثير عوائق أمامنا نؤكد نهجا متمدنا حضاريا غنيا يعكس صورة بلداننا ومنتجها الأكاديمي العلمي من جهة والمعرفي الثقافي من جهة أخرى. ولهذا السبب فقد وضعنا سنّة تجسد نهجنا في احتفاليات تكريم المنجز الأكاديمي العلمي والثقافي وتقديم وجوهنا اللامعة إبداعا ثرا حيث مكانتها البارزة. ونسعى للوصول إلى ملتقيات مشتركة في المستقبل المنظور الأمر الذي يعزز فرص إيصال الصورة الأنجع عن طاقاتنا وإمكانات عملنا.. على سبيل المثال توجهنا لتأسيس الجمعية الهولندية لأساتذة اللغة العربية وهي تتبنى انتساب الهولنديين ومنهم من الأصول العربية والمسلمة بما يوحد الخطاب ويمنحه فرص تفاعل إيجابي مؤمل.

أما موضوع الدفاع عن القضايا العربية فهي مسألة جوهرية  نجدها متحدة ملتحمة مع مهامنا العلمية الأكاديمية من خلال الأقسام العلمية المتخصصة ودراساتها إلى جانب الأنشطة الحيوية ثقافيا سياسيا وهي أمور نرسم لها استراتيجيات بعيدة فضلا عن أدوار وأنشطة ملموسة تتناسب وكل مرحلة. وكنا طوال السنوات الأخيرة في وسط الحدث حيث حضرنا مباشرة عددا من الحوارات المهمة في مستويات برلمانية ورسمية تعنى بقضايانا العادلة.

إننا نتطلع لمزيد من الدعم والتفاعل عربيا معنا كوننا السفارة الأكاديمية، سفارة العقل العلمي، سفارة الخطاب الثقافي التنويري الذي يعبر عن شخصية حضارة ليست من الماضي بل هي حضارة وجود يمتلك جذوره مثلما يمتلك منجزه الراهن..  ونحن بدورنا نحيي جامعاتنا ومؤسساتنا الرسمية والشعبية فيي جهودها ونؤمن بأن مسيرة متجددة حديثة تنطلق اليوم في بلادنا.. ونحن نتبنى وسائل التلاحم والتنسيق، مثلما، على سبيل المثال، مشروعنا لتحديث التعليم وحملاتنا المتصلة المستمرة بشأن تبني التعليم الألكتروني وشرعنته في جميع بلداننا بقصد الارتقاء بدورنا ومنتجنا المعرفي العلمي..

بقي هنا أن نسجل لوكالة أنباء آسيا شكرنا وتقديرنا وامتناننا للصحفي اللامع السيد مأمون شحادة ودوره في التقاط الموضوعات الأغنى والأكثر حيوية لمتابعتها ووضعها بين أيدي القراء باتساع ميادين النشر.. بالموفقية والسؤدد دوما.

 

 

 

 

معكم مأمون شحادة

وكالة أنباء آسيا