الأستاذ الجامعي والجامعات العربية المعاصرة آلية الاستبداد والفساد

الأستاذ الجامعي والجامعات العربية المعاصرة آلية الاستبداد والفساد

د.محمد عبد الرحمن يونس

الأستاذ الجامعي هو عماد البحث العلمي والأكاديمي، وهو الركن الأساس الذي تقوم عليه العملية التعليمية في الجامعات كلها، وإذا أصبح هذا الأستاذ عاجزا عن أداء مهمته على أكمل وجه، تدنّى مستوى التعليم تدنيا كبيرا في الجامعات.

فهل يتحمّل الأستاذ الجامعي مسؤولية ضعف التعليم في الوطن العربي وتراجعه؟

إذا كان الأستاذ الجامعي عماد العملية التعليمية فإنّه يتحمل جزءا لا بأس به في ضعف التعليم وتأخره في عالمنا العربي، غير أنّ هناك أجزاء أخرى كثيرة تسهم في ضعف هذه العملية، منها: النظام الإداري المؤسساتي الجامعي الذي يتحكم في بنية الجامعة وعلاقاتها وقيمها وسير التعليم فيها، فالجامعة عندنا في عالمنا لعربي محكومة بمجموعة من المعايير والضوابط العجيبة التي تسهم في تخلّف التعليم العالي، وتؤخّره. إن رئيس أي جامعة عربية أو مديرها يظنّ أن الجامعة ملك له ولأبيه ولزوجته وبنيه، وعميد الكلية في هذه الجامعة أو تلك يعتقد أنّ كليته عقار من عقاراته وأملاكه الخاصة، ورئيس أي قسم في هذه الكلية أو تلك يرى أنّه أهمّ عضو فيها، وأنّ على جميع أعضاء قسمه أن يقدّموا له ولاء الطاعة و الاحترام والتبجيل، وأنه سيد للقسم، وأن القسم ليس إلاَ تحفة من التحف الفنيّة التي يجب أن تكون ملكا له، وتعرض ضمن تحفه الخاصة داخل منزله.

        إنّ غياب الديمقراطية وروح الحوار الأكاديمي الخلاّق في جامعاتنا هي من أهم أسباب تخلّف التعليم الجامعي العالي عندنا في مؤسساتنا الجامعية العامة والخاصة، وهذا الغياب بدوره يولّد نوعا من الاستبداد الذي تمارسه إدارة الجامعة أو الكلية ضد أساتذتها وطلابها في آن، و داخل هذا الجوّ يظلّ الأستاذ الجامعي قلقا ومتوترا وفاقدا لحريته، وعاجزا عن الإسهام في التغيير والتطوير. وأمام استبداد الإدارات الجامعية في عالمنا العربي تتشكلّ في أعماق الأستاذ الجامعي رغبة عارمة بتقويض هذه الإدارات، وكراهية دفينة تجاهها، ولأنه لا يستطيع  أن يقابل هذا الاستبداد بحوار علمي أخلاقي ، تكون فيه علاقة الند للند هي السائدة، فإنه يكبت رغبته العارمة بتقويض هذا الاستبداد، وينزوي على نفسه، ويتقاعس في عمله، و تتعطل طاقاته الإبداعية، وملكاته وقدراته الكثيرة على العطاء العلمي والمعرف والبحثي المنظّم، التي اكتسبها بفضل مسيرته الطويلة في البحث العلمي، و بالتالي يجد نفسه عاجزا عن العطاء بأعلى درجاته، وكما ينبغي.

        و مع رغبة الإدارات الجامعية العربية بتطويع كل أساتذتها، فإنّها تخلق نفوسا مهزومة، وتعزّز في آن نظاما استبداديا يقوم على تكريس الوشاية والنميمة و الأحقاد بين أعضاء هيئة التدريس من جهة، و بين الطلاب وبين هؤلاء الأعضاء من جهة أخرى،إذ تعمل هذه الإدارات على توظيف جواسيس لها من الطلاب ومن أعضاء هيئة التدريس ـ خسيسي النفوس وصغارها ـ ، وداخل هكذا أجواء مسمّمة بالوشاية والأحقاد تصبح الجامعة أو الكية أشبه بثكنة عسكرية، وتتحول إلى كابوس مرعب مدمّر لنفوس الطلاب والأساتذة معا, ومن داخل هذه الأجواء تزداد نزعة الاستبداد والتسلط عند مسؤولي هذه الجامعة أو تلك، وتتراءى أمامهم مجموعة من الأوهام والعقد المرضيّة المزمنة ، التي تدفعهم إلى الشكّ بكل من حولهم، وعدم الثقة بأي عضو من أعضاء هيئة التدريس مهما كان نبيلا ومخلصا ووفيا، وبجميع الموظفين مهما كانوا أكفاء.

إني أعرف شخصيا عمداء كليات ورؤساء أقسام في هذه الكليات في عالمنا العربي، يكرّسون هذه الوضعيّة الاستلابية المشوّهة، فرئيس الجامعة يعيّن عيونا له في جامعته، وعميد الكلية، ورئيس القسم كذلك، وهذه العيون قلّما ترى رؤية نظيفة، بل ترى الأمور كما يخيّل لها، ومن داخل رؤية قاصرة، تنقل بدورها تقارير قاصرة و كاذبة وملفّقة وكيدية في معظم الأحوال، و هكذا تصبح الجامعة حقلا من التجسس والوشايات والمكايد و المؤامرات، بدلا من أن تكون حقلا للإبداع والعطاء ، والبحث العلمي الموضوعي النبيل.

         و داخل هذا الوسط المشحون بالدسائس والملوّث بجميع أنواع اللوثات  ، يبدو من الطبيعي أن يلجأ بعض أساتذة الجامعة ـ ضعيفي النفوس ـ إلى قبض الرشاوى من الطلاب، لأن إدارة هذه الجامعة أو تلك حطمّت فيهم كل نبرة اعتزاز وكرامة وكبرياء نظيفة، فانهاروا مثل نظام هذه الجامعة، وانحرفوا عن طريق المعرفة و الفضيلة والبحث العلمي المبدع، إلى طريق الرشاوى والفساد والصغائر في أحيان كثيرة، إضافة إلى انحرافات الأساتذة مع طلابهم، و بخاصة مع طالباتهم، إذ تدنّى مستوى الحس الأخلاقي والجمالي عندهم، و ضعف الوازع الديني والأخلاقي لديهم، ليتورطوا في الرشاوى، وفي علاقات جنسيّة أو شبه جنسيّة محرمة مع هاته الطالبات، والأدلة كثيرة جدا وواضحة في كثير من الجامعات العربية. يضاف إلى ذلك أنّ بعض أساتذة الجامعة متخلّفون علميا ومعرفيا، و لا يحاولون تطوير قدراتهم العلميّة، فبعد أن يحصلوا على شهادة الدكتوراه لا يقرأون كتابا واحدا ـ وبطبيعة الحال هناك استثناءات ـ ، و لايكتبون بحثا واحدا، بل يلقنون طلابهم مما بقي في ذاكرتهم من معارف سابقة.

         وهناك ظاهرة أخرى خطيرة تسهم في تخلّف التعليم العالي في وطننا العربي، وهي لجوء بعض أساتذة الجامعة إلى السرقات الأدبيّة، إذ يسطون على أبحاث غيرهم، وينشرونها بأسمائهم. و في ظلّ هكذا أجواء يطفو على السطح الأستاذ الجامعي الهزيل علميا، غير المعطاء، و يتراجع الأستاذ الجامعي المبدع الباحث النشيط، ويصاب بالخيبة و الإحباط.

        إنّ تدني مستوى التعليم العالي في وطننا العربي يرتبط جدليا ببنية المجتمعات العربيّة المعاصرة سياسيا وأخلاقيا واقتصاديا اجتماعيا وثقافيا، فإذا كانت بعض الجامعات العربية تقدّم إلى أعضاء هيئة التدريس فيها رواتب مغرية تكفيهم متطلبات الحياة ، من مأكل ومشرب وملبس ونفقات عديدة، فإنّ كثيرا من الجامعات الأخرى تقدم لهم رواتب هزيلة لا تسدّ أبسط حاجاتهم الحياتية الضرورية، فكيف بالكمالية الترفيهيّة؟ وفي ظلّ هكذا رواتب هزيلة لا يستطيع الأساتذة شراء المصادر والمراجع التي تخدمهم في أبحاثهم، ولا يستطيعون التواصل العلمي مع ما تفرزه معطيات الحضارة الجديدة في أفقها المعرفي و الحضاري، ومن هنا يلجأ بعض ضعاف النفوس من الأساتذة إلى قبول الرشاوى بأشكالها كافة، غير أنه ينبغي القول أن هناك بعض الأساتذة ـ ومهما علّت رواتبهم ـ يقبلون الرشاوى دون خوف و لا وجل لا من عقوبة وظيفية، و لا من الله عزّ وجلّ يوم لقاء وجهه الأعظم، وقبولهم هذا يسهم بدوره في تكوين جيل من الطلاب عابث، لا مبال، مغرور، عديم الاكتراث بالدراسة والبحث، والتحصيل العلميّ، فإذا كان هذا الطالب أو ذاك قادرا على النجاح في مقرر ما من المقررات الدراسيّة عن طريق شراء ذمّة الأستاذ الجامعي وضميره المهني، فلماذا يتعب نفسه بالبحث والتحصيل العلمي المعرفي؟

        وليس الطالب في جامعاتنا العربية بأفضل من الأستاذ الجامعي، بل هو أسوأ منه ، لأنه من داخل الوسط الاستبدادي المكرّس في هذه الجامعة أو تلك يلجأ هذا الطالب إلى أساليب غير نظيفة للحصول على الدرجة والنجاح من دون أي جهد علمي أو معرفي، إذ يلجأ إلى الغشّ في الامتحانات، وبأساليب مبتكرة وحديثة، ويحوّل نفسه من طالب علم ومعرفة إلى بلطجي في بعض الأحيان، إذ يقوم بتهديد الأستاذ الجامعي، إن قام هذا الأخير بترسيبه في مادته، ويلجأ بعض ضعاف النفوس من أساتذة الجامعة إلى أن يشكلوا حولهم عصابة من الطلاب السيئين المتخلفين علميا، و الفاشلين دراسيا، ويحثونهم على إيذاء زملائهم الذين يختلفون معهم فكريا أو منهجيا، أو رؤية أو تصورا للحياة والكون والعالم، ويجيزون لأنفسهم في بعض الأحيان أن يكونوا ضيوفا ثقلاء على موائد هؤلاء الطلاب، ويتورطون في نقل ما يدور في اجتماعات أقسامهم لهؤلاء الطلاب، بل يبلغ بهم الانحطاط الأخلاقي إلى قبول أبسط رشوة من هؤلاء الطلاب، كأن تكون مبالغ مالية، أو وجبات طعام تنقل إلى منازل هؤلاء الأساتذة سرا أو علنا، ويعمل بعض هؤلاء الأساتذة أحيانا على تسخير هؤلاء الطلاب كأن ينقلونهم وزوجاتهم وأولادهم من مدينة إلى مدينة بعيدة أخرى، وذلك بسياراتهم الخاصّة.

         و يسهم في تخلّف التعليم العالي في الوطن العربي أن هناك بعض الجامعات العالمية الأجنبية, العربية المعروفة، تعطي درجات الماجستير و الدكتوراه لغير مستحقيها، أو تبيع هذه الشهادات أحيانا للطلاب العرب، فيعود هؤلاء الطلاب إلى بلدانهم بأبحاثهم المسروقة أو المزوّرة، ليصبحوا أعضاء هيئة تدريس في جامعات بلدانهم، فكيف لهم أن يسهموا في تطوير التعليم العالي؟ إن فاقد الشيء لا يعطيه ، وهؤلاء يفتقدون إلى المعارف الأساسية و الضرورية في تخصصاتهم العملية لأنهم أخذوا شهاداتهم بطرق ملتوية وغير شرعيّة.

        ومن أهمّ أسباب ضعف التعليم العالي في جامعاتنا العربية وتراجعه أن هذه الجامعات لا تقيم ميزان العدل والمساواة بين أعضاء هيئة التدريس، إذ تقرّب هذه الجامعات الموالين لها و المطبّلين، والنافخين بأبواق رؤساء الجامعات و عمداء الكليات ورؤساء الأقسام، وتبعد جميع المنتقدين لها، باعتبارهم معارضين، و تتهمهم بالمشاغبين أحيانا، وبأصحاب المشاكل، وبالمارقين عليها.

        ومما يسهم في تخلّف جامعاتنا العربية علميا ومعرفيا ضعف إمكانيات البحث العلمي في هذه الجامعات، وتدني مستوى بعض الدوريات التي تصدرها كليات هذه الجامعات، وعدم المساواة والعدل في نشر الأبحاث الأكاديمية المحكمة، إذ تنشر هذه الدوريات أبحاثا علميّة للمقربين من هيئة تحرير هذه الدورية أو تلك على الرغم من هشاشتها المعرفية، وتمنع من النشر أبحاثا قد تكون أهم بكثير من تلك المنشورة التي كتبها أعضاء هيئة تحرير موالين لتحرير هذه الدورية أو تلك، وإذا كان تحكيم البحث العلمي يحتاج إلى أمانة ونزاهة وروح أكاديمية نبيلة، تقبل الآخر بفكره المتغاير والمتباين انطلاقا من تغاير الثقافات وتباينها نفسه، فإن كثيرا من أعضاء هيئة التحكيم في هذه الدورية أو تلك سرعان ما يستنفرون عداواتهم الشخصية أو حساسياتهم القبلية ة ضد كاتب البحث الذي يخالفهم في آرائهم وتوجهاتهم المعرفية، فيعمدون زورا وبهتانا إلى رفض البحث، ويضعون فيه ألف عيب، ليس لأن فيه أخطاء منهجية، بل لأنهم يعادون صاحبه فكريا وأحيانا قبليا وبدويا، مع العلم أن هذا البحث قد يكون متميزا وكاشفا لكثير من القضايا التي لم تبحث بعد. فكيف يتطور البحث العلمي ويكون قادرا على خدمة المجتمع والمعرفة في ظلّ أوضاع كهذه؟!

 

يضاف إلى ذلك أن كثيرا من رؤساء الأقسام يكافئون الأساتذة الذين يكتبون لهم تقارير رسمية ضد زملائهم، بأن ينقصوا لهم من نصابهم التدريسي كأن يعطوا ساعات أقل من زملائهم الذين يترفعون  بأنفسهم عن السقوط في مستنقع اللوثات العام الذي يدور في دهاليز الأقسام وأروقتها.

        ومما يحوّل بعض جامعاتنا وكلياتنا في العالم العربي إلى قلاع من الاستبداد والظلام هو عدم الانتخابات الديمقراطية لرؤساء الجامعات وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام، إذ يتربّع هؤلاء كراسي المناصب الإداريّة بقرارات خارجيّة عليا، تصوغها الأحزاب السياسية أحيانا، أو الوزراء أحيانا أخرى، أو الجهات الأمنية التابعة لسلطة الدولة نفسها أحيانا أخرى. وهذه التعيينات الخارجية لا تدفع إلى هرم المناصب الإدارية الجامعية الأكفاء من الأساتذة المتميزين عقلا وحكمة ومعرفة وبحثا جادا، بل قد تدفع بعض الأشخاص غير الموهوبين وغير الجديرين إلى مثل هذه المناصب، تأسيسا على علاقات شخصيّة عائلية أو قبلية أو طائفية أو بدوية، لا علاقة لها بأي قيمة علمية أو حضارية أو أكاديمية. فكيف لا يتخلّف التعليم العالي عندنا؟

         هناك مقولة تؤكّد أنه إذا فسد القضاء وفسد التعليم في أمّة من الأمم تخّلفت هذه الأمة ، وشوّه هذا الفساد معظم علاقات المجتمع الإنساني لأنها تقوم على الظلم والاستبداد والجهل، وعدّت هذه الأمّة في عداد الدول المتخلّفة حضاريا ومعرفيا. والتعليم العالي في عالمنا العربي، في بنيته العميقة، وتركيبته هو فاسد، ولا يخرّج طلابا أكفاء متميزين، بل هزيلين علميا، غير قادرين على الإسهام في تطوير مجتمعاتهم الإنسانية، فعلى سبيل المثال لا الحصر لو أجرينا سبرا موضوعيا عادلا لمجوعة الطلاب   ـ خريجي بعض أقسام اللغة العربية في جامعاتنا ـ  لوجدنا أنّ معظم هؤلاء الطلاب لا يعرفون قراءة سطر واحد بشكل سليم، ولا يعرفون قراءة بيت شعري واحد قراءة سليمة، و لوجدنا أن معظمهم لا يعرف إلا القليل القليل من قواعد النحو والإملاء، والتركيب الأسلوبي والبلاغي، فقد سألني أحد الطلاب في السنة الثالثة من التعليم العالي السؤال التالي: إذا قلنا: ذهبت إلى الكلية، فلماذا تكو ن الكلية مجرورة بالكسرة؟ وتأكدت أن الطالب لا يتساءل من باب السخرية، بل هو جاد في سؤاله.

        و يضاف إلى ذلك ظاهرة مهمة جدا، وهي: حينما تعلن وزارات التعليم العالي في عالمنا العربي عن مسابقات لتعيين أعضاء هيئات تدريس جدد في جامعاتها، و تضع شروطا يجب أن يحققها هؤلاء الأعضاء حتى يصار إلى تعيينهم، فإن القائمين على هذه التعيينات لا يراعون أي جانب من جوانب العدل والحق والمساواة في اختيار الأعضاء الأكفاء، ولا يعينون من يستحق التعيين حقا، بل تتدخل الوساطة والمعارف الشخصيّة والمحسوبيات والعلاقات غير النظيفة في هذه التعيينات، وتعمل لجان الاختبار على خرق هذه الشروط وتهميشها، وتعيّن من لا يستحق، وتبعد الجديرين والمتميزين علميا ومعرفيا. ومن هنا نفهم لماذا تمتلئ جامعات العالم الأوروبي والشرق آسيوي وأمريكا بالأساتذة العرب الكثيرين الذين لم يحصلوا على وظائف في جامعات بلدانهم. إن جامعاتنا العربية تهاجمهم بضراوة وترفض أن تعطيهم الفرصة لكي يبدعوا ويطوّروا مجتمعاتهم، في حين أنّ جامعات العالم الأخرى تحتضنهم، و تستفيد من خبراتهم، وتعدّ لهم كل الظروف المناسبة لكي يبحثوا بتميز، ويبدعوا ، ويفيدوا طلابهم بتيمز.

         إن التعليم العالي في جامعتنا فاسد بامتياز، ويسهم في فسادة الجامعة والأستاذ الجامعي والطالب، والبنية الابستيمولوجية لمجتمعاتنا العربية، فكرا وثقافة وسياسة واقتصادا، وباستثناءات جدّ طفيفة. 

د. محمد عبد الرحمن يونس

قاص وروائي وباحث وأستاذ جامعي